وتبدأ قصة الحمار التي تعود لعام 1828، عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار “لنترك الشعب يحكم”، ونعته الجمهوريون بـ”آندرو جاكاس” ما يفسر بـ(آندرو الحمار) ساخرين من هذا الشعار ووصفوه بأنه شعبوي ورخيص.
بدوره، قرر جاكسون اختيار حمار رمادي اللون جميل المظهر، وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية، وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي الشعبي ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبًا من هموم الناس.
وأما الفيل فله حكاية أخرى، حيث كانت الولايات المتحدة عبارة عن شبه قارة مقسمة بين الشمال والجنوب بسبب اختلاف الآراء حول قضية تحرير العبيد في عام 1860، عندما قرر أبراهام لينكولن خوض غمار الانتخابات تلك السنة.
وقد أعرب عن أمله في توحيد البلاد أو التقليل من حدة الانقسام على أقل تقدير، وهو أول من اعتمده كرسم معبر عن الثراء والقوة في حملته الانتخابية الثانية والتي فاز بها فعلاً.
وقالت الوكالة: إن الفضل لتبجيل كلٍّ من الحمار والفيل حتى اليوم في أمريكا، يعود للرسام الكاريكاتيري الأمريكي الشهير توماس ناست، الذي كان يعمل لصالح مجلة “هاربر” الأسبوعية، عندما نشر فيها رسمه الساخر المعنون “الحمار حي يرفس أسدًا ميتًا” في إشارة ساخرة للمواقف المتشنجة غير المدروسة للديمقراطيين، ومنذ ذلك الحين التصق رمز الحمار بالحزب الديمقراطي.
وجاء رسم ساخر للفنان نفسه رسم فيه فيلاً ضخمًا هائجًا يحطم كل ما حوله، وكتب على جسمه عبارة “الصوت الجمهوري”، ومنذ ذلك الحين تحول الفيل إلى شعار للحزب الجمهوري.
وأوضح ناست حينها أنه اختار الفيل الضخم للدلالة على كثرة المال لدى الجمهوريين، إضافة إلى صوتهم الانتخابي.
ومنذ ذلك الحين أصبح الديمقراطيون يفخرون بحمارهم، بل ويدللونه عبر تنظيم مسابقات لتصميم أفضل رسم تصويري لـ”الحمار” الديمقراطي، وإطلاق أفضل الشعارات السياسية التي يمكن أن ترافق صورته، كما يحظى “الفيل” باهتمام إعلامي في جميع المناسبات السياسية للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أسند الشعاران للحزبين الرائدين في الولايات المتحدة الأمريكية، واستخلصت السمات الإيجابية من الحمار كالعناد والشعبية للحزب الديمقراطي، أما “الفيل” فتحول إلى رمز الغنى والقوة للحزب الجمهوري